رسالة عيد القيامة المجيدة

اخوتي وأخواتي في الإنسانية والإيمان والوطن والعالم:

يحل علينا عيد القيامة المجيدة وسط تحديات صعبة على جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وتتمثل هذه الشدائد في التداعيات السلبية لوباء كورونا واستمرار الانتهاكات والإجراءات التعسفية للاحتلال ضد البشر والحجر والشجر وانسداد الآفاق لتحقيق الوحدة والسلم الأهلي، والتي هي الأساس المتين لنيل الحرية ولبناء دولة المواطنة المسؤولة والمتساوية والملتزمة للوصول الى العدل والأمن والسلام والازدهار، وبالإضافة الى هذه الظروف العصيبة فإن المنطقة والعالم يواجهان الحرب الأوكرانية وانعكاساتها على البشرية وعلى شعبنا وقضيتنا العادلة. وفي خضم كل هذه الظلمة الحالكة فإن عيد القيامة يدعونا أن نتأمل في معاني إيماننا بالله الواحد الأحد وبأنفسنا وبمواطنتنا العربية الفلسطينية وانتمائنا للوطن وثوابته وحقوقه.

وإن عيد القيامة وعيد الفطر السعيد الذي سيحل على إخوتنا وأخواتنا المسلمين بعد صوم شهر رمضان الكريم يجددان صمودنا وشجاعتنا وثقتنا بأنفسنا ويساعداننا على مواجهة تحديات هذه الحياة سواء كانت شخصية أو عامة.

كما أن هذه الأعياد تدعونا أن نعيش محبتنا الإنسانية ومحبتنا لله تعالى ولذواتنا ولقريبنا بدون تمييز وتحيز وتعصب. وإن سيدنا يسوع المسيح بحسب عقيدتنا تألم ومات وقبر وقام وصعد إلى السماء وانتصر على الشر والظلمة وهكذا نحن وبالرغم من آلامنا والمظالم والشرور والأوبئة والانقسامات والفتن والتعصب والعنف والاحتلال، فإن الله تعالى الذي هو دائماً معنا وفي وسطنا وهو إله الحب والرحمة قادر إن عشنا إيماننا ومحبتنا له ولبعضنا البعض أن يمنحنا انتصار وفرح الأعياد، وهو أيضاً قادر أن يبعثنا من الموت لأننا نحن أبناء وبنات القيامة.

فلنعمل معاً وسوياً ولنبدأ حياة جديدة كلها إيمان ومحبة وأمل كي نعيش تعاليم ومبادئ كتبنا المقدسة في أرضنا المقدسة “بيتنا المشترك” كما سماها قداسة البابا فرنسيس. وإن الله اختار بلدنا بميلاد يسوع المسيح في بيت لحم وقيامته في قدسنا الحبيبة والتي فيها أيضاً الإسراء والمعراج يدعونا لتعزيز إيماننا وصمودنا ووحدتنا لأننا قادرين على محبة الحياة ومحبة أرضنا الحبيبة كي نعيش فيها الحياة بوفرة وبفرح.

وختاماً، لنتضرع إلى خالقنا إله المحبة والسلام أن يلهم قادة وحكومات العالم والمؤمنين ومحبي العدل والحرية والسلام الشجاعة والقوة حتى يغيروا ويجددوا ما في عقولهم وأذهانهم وقلوبهم وسلوكهم لصنع السلام العادل والأمن المتبادل والازدهار الشامل. كما وأشكر جميع الداعمين والأعضاء على تعاونهم والتزامهم.

عيد قيامة مجيد وعيد فطر سعيد

مديرة المؤسسة رانية مرة