دار الصمود والقصة/ بيت لحم

إن مفهوم الصمود يلهم المؤسسة التعليمية العربية في عملها مع المرأة في دار الصمود والقصة، إن المؤسسة عبارة عن منظمة فلسطينية غير حكومية للتعليم المجتمعي في الضفة الغربية المحتلة وهي عضو في حركة السلام الدولية الكاثوليكية (باكس كريستي). ويُرمز للصمود أحيانًا بالصبار أو بشجرة الزيتون: فهو يشير إلى مقاومة الصبار وكذلك حلاوة ثمرته، وإلى الجذور العميقة لشجرة الزيتون وكذلك انتشار الفروع الدائمة الخضرة تجاه العالم. يركز عمل المؤسسة على تمكين صمود المجتمع مع أخذ المعاني الرمزية للصمود في الاعتبار.


تقع دار الصمود والقصة بالقرب من الجدار الذي يبلغ ارتفاعه 8-9 أمتار والذي أقامته إسرائيل في شمال بيت لحم حول قبر راحيل، وهو موقع مقدس لم يعد بإمكان سكان بيت لحم الفلسطينيين الوصول إليه. تستضيف دار الصمود والقصة مجموعات مختلفة من النساء والشباب، وبالإضافة إلى حوالي مشاركة 20 امرأة من أعضاء مجموعة النساء في كورال جوقة الصمود التلحمية، والتي تقدم عروضها في مناسبات عديدة منذ أكثر من عشر سنوات حتى الآن، بما في ذلك عند زيارة المجموعات الأجنبية للدار. وتشمل الأغاني التي تقدمها الجوقة مواضيع حول العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين والتقاليد الفلسطينية والسلام العادل بدون احتلال.


في البداية، أرادت النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين50-70 عاماً مع مرور الوقت التخلص من التوترات في حياتهن، حيث يتعرضن للضغوط بسبب القيود الاقتصادية والقيود المفروضة على حرية التنقل التي فرضها الاحتلال. ولقد جمعت السيدات قصصهن بناءً على الاقتناع بأن رواية القصص جزء من إحداث التغيير الاجتماعي. وتتمثل تجربة المؤسسة في أنه عندما يكتسب الناس الثقة لرواية ومشاركة قصصهم الخاصة، فإن ذلك يغير حياتهم. كما وتوجد العديد من قصص النساء على الجدار المحيط بقبر راحيل على ملصقات جدارية كبيرة مقاومة للعوامل الجوية.


تشارك دار الصمود والقصة في عدد من المشاريع النسائية للمؤسسة، منها أحد المشاريع التي دعمت من قبل الاتحاد الأوروبي ووكالة المعونة البريطانيةCAFOD)) خلال السنوات الثلاث الماضية. تم القيام بأعمال المناصرة من قبل 600 مراهقة وشابة في سن الدراسة حتى سن 35 وذلك في 20 مجتمعا محليا في محافظتي بيت لحم والخليل. تكونت المجموعات من 20-30 شخصاً، كانوا نشيطين في مجتمعاتهم حول مواضيع مثل التخلص من النفايات، والفرص التعليمية والمرافق الطبية بعد تلقيهم تدريبات في مجال المناصرة والاتصال والتواصل والقانون الدولي، وغيرها من المواضيع الأخرى. وفي العامين 2020 و 2021، شاركت المؤسسة أيضًا في تطوير نظام منع نشوب النزاعات في مدينة الخليل H2. وقد تم تأسيس هذا النظام من قبل أكثر من 100 امرأة فلسطينية محلية وبتمويل من مؤسسة نسائية تابعة للأمم المتحدة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة). وتعد مكافحة العنف ضد المرأة جانبًا مهمًا من النزاعات التي هدف المشروع إلى معالجتها، بالإضافة إلى إطلاع النساء على العديد من المشاكل عند نقاط التفتيش الإسرائيلية في المدينة.


بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم سلسلة من الجلسات العام الماضي مع السيدات حول موضوع “الصدمات”، بالتعاون مع المجموعات الشبابية التابعة للمؤسسة. وقد أجريت 15 ورشة عمل من قبل مختص نفسي، وتناولت الورشات المواضيع التالية: “كيف تتصرف عندما تكون غاضبًا؟”، “التسامح يساعدك على الخروج من السجن الذي تضع نفسك فيه أحيانًا”، “كيف تتخطى الجدران الداخلية؟”، “صمود المرأة الفلسطينية ودورها في المجتمع”. كما وشارك في هذه الجلسات ما يقارب 45 شاب وشابة (حتى 30 عاماً).
وقد أشارت نساء دار الصمود والقصة إلى أن مساهمة Soroptimist تساعدهن ماديًا ومعنويًا، وإنهن ممتنات للاهتمام والدعم: “الدعم من الخارج، مثل هولندا، فهو ضروري من أجل صمودنا!”